تحتلّ العصمة مِن بين خصائص الإمام مكانةً هامّة عند الشيعة الإمامية، وقد شغلت أفكار وأذهان متكلمي هذا المدرسة كثيراً لِمَا واجهوه من إشكالات بسسب محاولة البعض الشرسة للطعن فيها لا سيما ابن تيمية الذي سعي سعيا حثيثاً في كتابه منهاج السنة للتشكيك فيها بشكل عام وفي عصمة علي () بشكل خاص. وإشكالاته التي يتبناه نوعان: نوع يتعلق بالرواية وآخر غير روائي. وأمّا شُبَهَهُ غير الروائية التي يدرسها هذا البحث وينقدها، فهي تلك الشُبَه القائلة: إن علياً () غير معصوم لأن الله لم يؤيده ولأن الفساد في فتره حكومته لم ينقص كما أن الصحابة والتابعين لم يؤيدوا عصمته وإنما عصمته أمر مزعومٌ قد اختلقها عبدالله ابن سبأ. إلّا أننا بعد الدراسة في هذا الطعن والشكوك توصلنا إلي أنه لا ينبغي حمل تأييد الله علي المعني الظاهر بل إن هناك أسباباً أخري حَالت دون وصول الإمام علي إلي الحكومة، علاوة علي ذلك أنه () كان يقضي معظم وقته، بعد أن تولي الحكم، في إصلاح ما وُجد مِن انحرافات، أيضا أن زعم ابن تيمية بأن الصحابة والتابعين لم يؤيدوا عصمته فليس صحيحاً حيث إن هناك أحاديث نقلها الصحابة والتابعون أنفسهم كحديث الثقلين والسفينة وغيرها فيها دلالة قطعية علي عصمته ()، ومما يفنّد شبهة ابن تيمية الأخيرة أنه ليس هناك ما يدل علي وجود شخصية ابن سبأ في التاريخ. يهدف هذا البحث عبر المنهج الكلامي-التاريخي إلي دراسة هذه الشُّبَه والشكوك ونقدها ; Infallibility among the characteristics of the imam occupies an important place among the Imami Shiites, and the thoughts and minds of the speakers of this school occupied a lot because of the problems they faced due to the fierce attempt of some to challenge it, especially Ibn Taymiyyah, who sought vigorously in his book Minhaj al-Sunnah to question it in general and the infallibility of Ali ( ) in particular. And his problems that he adopts are of two types: one related to the novel and another non-narrative. As for his non-fictional suspicions that this research studies and criticizes, they are those that say: Ali (PBUH) is not infallible because God did not support him and because corruption during his government did not decrease, just as the Companions and followers did not support his infallibility, but rather his ...